الاثنين، 5 مارس 2012

حقيقته ...


فقدت احساسي بكل شيئ , جف حبر قلمي , ترتعش يدي للكتابة , خائفة من مصير مظلم , كأنه شارع طويل بعد منتصف ليلة عاصفة و قد ضللت طريقي .. أصبحت وحيدة .
الكل يدعي الحب و الخوف , أقدر تلك المشاعر لكن وسط تلك المشاعر النبيلة هناك ذئب يتربص بي , انتهز فرصة انكساري , ضعفي و خوفي..
مد يده بكل الحب , يد بشرية و جسد انسان طبيعي و لكن يختبئ تحته وحش كاسر لا يهمه سوى الفتك بفريسته ...
احساس غريب بالطمأنينة , ليست مشاعر حب عادي , بل هو الأمان بعد الضياع ..
يستدرجها إلى كوخه الصغير مرحبا بها , جلس بجانبها يتحدث عن النبل و الوفاء الذي قلما وجدناه في دنيانا , مقنعا اياها بأن هناك رجال شرفاء , مخلصين , محبين .. مثله .

يغلق باب الكوخ و فجأة يسقط القناع , يذوب جسد الإنسي , و لا يظهر سوى ذئب كريه المنظر ..
قال لها : أسف يا صغيرتي فأنا لا أستطيع أن أخفي حقيقتي أكثر من ذلك , أنا أريد أن أفوز بكل شيئ ...
قالت بصوت عال و جسدها يكاد ينهار من الخوف : و ماذا تريد مني ؟!!!
قال : لدي زوجة مخلصة يحسدني عليها أقراني من الذئاب و أنا أثق بها أكثر من نفسي ,لدي كوخي الخاص بي , لدي أصدقائي في جميع أنحاء الغابة و كلهم رهن اشارتي .. و لكن ينقصني احساس الإنقضاض على فريسة , اللعب بمشاعر فريستي لأوقعها في فخي , أمنتيني على حياتك و نفسك .. و هذه غلطتك .. و هذا هو جزاؤك ...
ردت عليه : أعترف بأني سلمت لك حياتي , أعترف بأني فريستك , و لكن تذكر عزيزي الذئب " كما تدين تدان " , و دنيانا مليئة بالذئاب و الفرائس و سوف يأتي اليوم و تتغلب الفريسة على الذئب .. إذا قتلتني فسوف تريحني من عذاب دنياي و تجمعني مع أحبائي الذين ودعتهم من سنين .. و لكن تذكرني عندما تفقد أعز ما ملكت يديك يوما , عندما تفقد حلمك , زوجتك , عملك , أحبائك .. تذكرني ...
يفتح الذئب باب الكوخ بعد أن احتقر ما فعله و قد وجد زوجته خلف الباب و قد سمعت كل هذا الحوار ..
خرجت الطفلة حرة من هذا الكوخ و من هذه الغابة منتصرة , أما الذئب فعاش ما تبقى من عمره متوسلا ليعرف طريق تلك الفتاة ليطلب منها أن تسامحه فقط ...
و لكنك عرفت قيمتها مؤخرا عزيزي الذئب ...
 written By : C.H

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق